عناد سترشكو

{ لا يزال خط دفاع منتخبنا الأول هو الحلقة الأضعف ونقطة ضعف واضحة للأعمى قبل مَنْ مدّه اللَّه تعالى بنعمة البصر، بل إن هذا الخط أصبح يمثل هاجساً مقلقاً قبل انطلاق بطولة «خليجي 20»، التي بذلنا من أجلها الغالي والنفيس حتى نظهر كرَجُل قوي بين الأقوياء ونودع شعار «المشاركة من أجل المشاركة».
منذ أكثر من عام لم يستطع المدرب الكرواتي سترشكو، وضع حلول ومعالجات للضعف الواضح في هذا الخط، وأصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا طوال أية مباراة حتى وإن تقدمنا وهززنا شباك الخصوم وتفوقنا على مستوى الأداء.
حقيقةً استغربت من تصريح المدرب بعد ودّية الهند الأخيرة، التي كسبها منتخبنا (6/3)، والذي عبَّر فيه عن رضائه عن أداء المنتخب عموماً، ولا أدري أي أساس بناء هذا الرضا وشباكنا اهتزت ثلاثة مرات من منتخب لا وجه للمقارنة بينه وبين المنتخبات التي سنواجهها في كأس الخليج الشهر القادم.
كما تعجبت من تأكيد الكوتش الكرواتي في نفس التصريح بعدم علمه بضم الثلاثي محمد صالح وأحمد الوادي وأكرم الصلوي إلى صفوف المنتخب، رغم أن الخبر كان حديث الشارع في الفترة الماضية، وتحديداً عقب المشاركة في بطولة غرب آسيا بالأردن، وتساءلت عن سبب تواتر الخبر وتناقله من قبل الصحف من دون الإشارة إلى مصدره المسؤول.
وإذا كان مدرب المنتخب قد قطع الشك باليقين وأصر على عدم ضم الثلاثي، على اعتبار أنه المسؤول الأول في ضم أي لاعب من عدمه، فإن ما يدعو إلى الحيرة والاستغراب هو إصراره الشديد على عدم منحهم الفرصة للاختبار أسوةً بلاعبين كثر منحهم الفرصة، وهم غير معروفين حتى على المستوى المحلي، ولم تكن لهم بصمات واضحة في مسيرة المنتخب في السنوات الماضية.
ولعل ما يثير الريبة ويضع أكثر من علامة استفهام هو موقف المستشارين من «أبو يمن» في هذا الموضوع، وكأن الأمر لا يعنيهم، رغم الإجماع الكامل على أحقية الثلاثي بالانضمام وحاجة المنتخب إلى خدماتهم في هذا الوقت بالذات، خصوصاً بعد أن أثبتت كل المباريات التي خضناها منذ عام تحوّل خط دفاعنا إلى شوارع من غير إشارات، وتحديداً الجهة اليمنى التي أصبحت البوابة الرئيسية للوصول إلى شباكنا، وأمر اكتشافها واضح ولا يحتاج إلى عدسات مكبّرة.
في الأخير، احترام قناعات المدرب أمر مفروغ منه، لكن في الأحوال الطبيعية وقبل أن يدخل «العناد» و«المكابرة» في الموضوع، والتي لا شك ستكون على حساب مصلحة المنتخب والبلد، وماذا نعمل بإقالة المدرب أو استقالته بعد خراب مالطا؟!

هلا فيك منور