لا تستحي مني
(لكل أب أنكره أبناءه بعدما ربى وتعب على تربيتهم، وجازوه بأن وضعوه في مأوى العجزة جزاءاً وفاقا)
إن كنـت تـنـويـها، لا تـسـتـحـي مـنـي
خُــذني إلى المـــــــأوى وأتـركني يا إبني
فأنــا الــذي حـبَّ ، وأنـا الــــذي ربَّى
وأضـعت كـي تحـيـا عُـمـري، فلـم يُغـني
أعطيـتـك المــأوى ومنـحـتـك السلـوى
جــازيـتــني شكــوى، بالســؤ تذكـرني
أنكــرت أفـعــالي وأتــيـت تــتـعـالي
بالأمــس يــا غــالي ما كـنـت تتركــني
كـم ليــلــةٍ نــامت عيـنـيـك في سـعدٍ
وأنــا على البلـــوى لا ينـثـني جـفـنـي
تبــكي فــلا أقـوى، حتـى على النجوى
وتحــوز ما تـهــوى، ويـحــوزنـي حزني
في نــاظري تـكــبر، وبنـاظـرك أصـغــر
وأجـــابه الدنيــا، وتفــرُّ من حُضـــني
واليــوم تلــقــاني، خـانتــني سيـقـاني
وتشـيـحُ في كِــبرٍ، أو تـستــحـي منـي
إن جـــاءك الـزُّوار، في موقــعي تحـتــار
إحــدى زوايـــا الـدَّار بالكــاد توسعني
أو أَمَّك الأصحاب، وبَرزتُ خلف الباب
في قســوة الأغــراب بالحــال تنــكرني
لقَّـنــت أولادك طـبـعــك وأحـقـــادك
فـي عـيـد مـيـــلادك قــد خيـبـوا ظني
لم يـفـرحـوا مـثـلـي، ما قـدّروا نـجلي
فبـكيـت يـاطـفـلي، وأراك تـنــهرني!!
ما ذنـبي يا قــاسي؟ لجـمـائلـي نــاسي
دمَّـرت إحـسـاسي، ومُـنــاكَ تصفعني!!
ما هكـذا ربـيـت، كــلا ولا حـبـيـت
تغـتــابــني في البـيت، وتنـوء من سني
أبنــاؤك الفــرسان قد أخبروا الجيران
عن رحـمة الإنـسان بالشـايب المُضـني
أتبــادل الإحســان، بالهـجــر والحرمـان
ولملـجـــأ العُميــان.. تــأتي لـترحمني!
لا تحسـب الأتراح، أو زوجُــك الصيَّـاح
أو دمـعـة التمـساح تسـري على ذهني
يا قطـعــةً مـنـي، لا تـسـتـحي مـنـي
"هيا إلى المـأوى" قـلــها وخـلـصني!!
شعر/ عبدالواسع السقاف
صنعاء 5 يناير 2011م