واصلت لليوم الثالث على التوالي المواجهات بين القوات التابعة للحكومة اليمنية وأنصار الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد.
وبحسب بيان لإئتلاف شباب الثورة، فقد خلفت المواجهات 25 قتيلاً وعشرات الجرحى من أنصار الشيخ الأحمر منذ اندلاعها يوم الإثنين، 23 أيار/مايو، في حين أعلنت الداخلية اليمنية مقتل 14 جنديا وجرح 29 أخرين، إضافة إلى مفقودين اثنين.
واستمرت المواجهات يوم الأربعاء عندما سيطر أنصار الشيخ صادق الأحمر، الذي تسانده قبائل حاشد (أكبر القبائل اليمنية)، على عدد من المقار والوزارات الحكومية، من ضمنها وكالة (سبأ) للأنباء ووزارة السياحة.
وسيطر أنصار الأحمر يوم الثلاثاء على وزارة التربية والتعليم ووزارة الإدارة المحلية ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومعهد الإرشاد، حسب ما أكده للشرفة، المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم طارق الشامي.
وكانت المواجهات قد بدأت يوم الأثنين الماضي وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين، عندما حاول مسلحون من الأمن السيطرة على مدرسة (الرماح) المطلة على منزل الشيخ صادق، فاعترضتهم حراسة الشيخ وبدأت المواجهات للسيطرة على المدرسة، حسبما أفاد به عبد القوي القيسي، مدير مكتب الشيخ صادق للشرفة.
من جانبه، قال عبده الجندي، نائب وزير الإعلام، في حديث للشرفة إنه عندما حاول قبليون مسلحون تابعين للشيخ صادق السيطرة على مدرسة (الرماح) تدخل الأمن لمنع ذلك، موضحا أن قوات الأمن تدافع عن المقرات الحكومية لأن تلك هي مهمتها.
ووصف الجندي سيطرة القبليين المسلحين على وزارات الصناعة والتجارة وإطلاقهم القذائف باتجاه وكالة (سبأ) للأنباء واحتجاز 200 صحافي بـ "الجريمة التي تستوجب الرد من قوات الأمن لحفظ أمن واستقرار البلد".
بدوره، قال عبد القوي القيسي، مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر، للشرفة إن ماتقوم به القوات الأمنية والجيش من استهداف لمنزل الشيخ الأحمر "هو ما هدد به الرئيس اليمني عندما حمل أحزاب اللقاء المشترك من حرب أهلية لعدم استجابتهم للحضور لمقر القصر الجمهوري للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف القيسي أن الهجوم على منزل الشيخ الأحمر "يظهر أن الرئيس ينفذ وعده بهذه الحرب" من خلال استهداف الشيخ. واستدرك قائلاً أن قبائل حاشد لن تقبل بذلك"، مشيراً إلى ردهم الذي تمثل في سيطرتهم على عدد من الجهات الحكومية واستهداف وزارة الداخلية.
أما الرئيس علي عبد الله صالح، فقال في مؤتمر صحافي عقد الأربعاء إنه لا يريد الإنجرار إلى حرب أهلية على الرغم من الاشتباكات التي وقعت مع الزعيم القبلي القوي الذي تحالف مع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته.
وتابع صالح لوسائل الإعلام أن ما حدث "كان عملا استفزازيا يهدف إلى جر اليمن إلى حرب أهلية"، لكنه أنحى باللائمة فيه على أنصار الأحمر وحملهم "مسؤولية سفك دماء المدنيين الأبرياء".
وأضاف أنهم حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات.
وعلى الصعيد الميداني قامت القوات الحكومية بإغلاق جميع المداخل الشمالية لصنعاء، في نقطة الأزرقين على طريق عمران وأرحب، ومنعت دخول المواطنين إلى العاصمة، وسمحت بخروجهم. كما شوهدت تعزيزات أمنية وآليات عسكرية باتجاه منطقة المواجهات.
وبحسب شهود العيان، فقد شهدت مناطق المواجهات نزوحا جماعيا للسكان إلى المناطق الأكثر أمنا، كما تم إغلاق مطار صنعاء الدولي، في حين بقي مطار عدن مفتوحا لاستقبال جميع الرحلات الجوية التي كانت متجهة إليه.
وفي تصريح لوكالة (سبأ) للأنباء، قال صالح أمس الثلاثاء بإنه دعا الشيخ صادق الأحمر وأخوته إلى وقف هجماتهم ضد أفراد الأمن والمواطنين، والاستجابة الفورية وإلزام عناصرهم المسلحة بالخروج من المباني والمنشآت العامة التي قاموا بمهاجمتها والسيطرة عليها.
كما وجه صالح نداء للأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بأيقاف أطلاق النار والتحلي بمزيد من الصبر وضبط النفس، وذلك بما يحقن الدماء ويحقق السكينة العامة في المجتمع .
إلى ذلك، أكدت عدة تحالفات معارضة في ساحة التغيير بصنعاء على سلمية الثورة الشبابية الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، داعية الجيش والأمن إلى رفض أية أوامر توجه إليهم للاقتتال مع المواطنين أو مواجهة الثورة السلمية بالعنف.
وقد دعا إئتلاف شباب الثورة إلى مسيرة مليونية عصر الأربعاء للتنديد بما حدث للشيخ الأحمر الذي أعلن تأييده لثورة الشباب السلمية.
عدد المساهمات
العمر
