محيط : أثارت التصريحات التي أدلت بها راوني كيلدي، وزيرة الصحة الفنلندية، بشأن لقاح فيروس "ايه اتش وان إن وان" المعروف بأنفلونزا الخنازير حالة من الذعر بين عشرات الملايين سواء ممن تعاطوا لقاح الأنفلونزا أو أولئك المقبلين على تعاطيه.
حيث نسب لها القول: "إن أمريكا تهدف لتقليص سكان العالم بنسبة الثلثين دون أن يتكبدوا بل يجنون المليارات، وأجبروا منظمة الصحة العالمية على تصنيف أنفلونزا الخنازير بدرجة "وباء مهلك" كي يجعلوا التلقيح إجبارياً لا اختيارياً، وخاصة للشرائح المستهدفة أولاً من الجيل القادم وهم الحوامل والأطفال، حكومتنا الفنلندية رفضت ذلك التصنيف وجعلت درجه المرض عاديه كي لا يجبر أحد على التلقيح.
وواصلت كيلدي: "لا أحد يعرف مطلقاً ما هي تأثيرات اللقاح بعد سنة أو 5 سنين أو 20 عام!؟.. أهو عقم مطلق أم سرطان أم غيره من الأمراض والأورام المهلكة، الأهم أن أمريكا أعفت الشركات المنتجة من تحمل أية مسؤولية وذلك مؤشر خطير على النوايا المبيتة.
وتفتح هذه التصريحات الباب على مصراعيه أمام الأصوات التي تؤكد تورط الولايات المتحدة وتلطخ أيديها بالدم في إنتاج وتخليق ونشر فيروس "الخنازير" هذا لتحقيق أهداف مالية وسياسية تخدم وجودها كإمبراطورية عملاقة وتضمن تخلصها من مئات الملايين بدون إطلاق صاروخ واحد.
وقد رفع عاملون أمريكيون في القطاع الطبي دعوى قضائية أمام محكمة واشنطن الفيدرالية يرفضون اللقاح الإلزامي ضد فيروس أنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1"، وحسبما أكد المحامي جيم ترنر فإن هذه المحاكمة تستهدف بالدرجة الأولى إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأنها رخصت لأربعة لقاحات تجريبية ضد فيروس إنفلونزا الخنازير من دون إخضاعها للتجارب كلها التي ينص عليها القانون من أجل إثبات سلامتها
وأشار المحامي إلى أن مخاطر هذه اللقاحات على الصحة لا تزال مجهولة تمامًا ، مضيفا أن هذه المحاكمة هي الأولى من نوعها وان كسبت القضية فستليها محاكمات أخرى في الولايات المتحدة كلها، وتابع المحامي أنه لا يجدر ترخيص اللقاح قبل أن تنتهي إدارة الدواء والغذاء الأمريكية من المراحل التجريبية كلها.
ويؤكد المحامي أن اللقاح يحتوي على مادة مساندة هي سكوالين من أجل تعزيز فعالية اللقاح في جرعة واحدة علما بأن هذه المادة تعتبر سامة، وكانت منظمة الصحة العالمية قد طمأنت إلى أن مادة سكوالين مادة طبيعية موجودة في النبات ولدى الحيوان والإنسان يفرزها الكبد كما إنها تتواجد في بعض الأطعمة كالسمك وقد تم استخدامها في وقت سابق في لقاحات ضد الأنفلونزا الموسمية والملاريا وأمراض فيروسية وبكتيرية جرثومية أخرى .
أما اللقاح الذي يعطى عن طريق الحقن وهي الطريقة الأكثر شيوعًا فيحتوي على التيميريسول وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق ما يعرض النساء الحوامل والأجنة والأطفال للخطر، وينتقد المحامي أيضا الحصانة الممنوحة للسلطات الصحية الأمريكية وشركات الأدوية التي صنعت اللقاحات المضادة لفيروس أنفلونزا الخنازير بحيث لا يمكن مقاضاتها في حال ظهور أي آثار جانبية.
كما حذر بعض العلماء من أن الطريقة التي يتم بها تحضير اللقاح يمكنها أن تجعل من اللقاح سبباً للإصابة بالسرطان, لكن غالبية العلماء يؤكدون أن هذا الكلام مناف تماماً للحقائق العلمية, حيث إن جميع اللقاحات والأمصال تتم الموافقة عليها أولاً من منظمة الصحة العالمية وتتم بإشرافها, وأن اللقاح يكون آمنا طالما تم استخدام سلالة اللقاح التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وفي مصر، حذر أستاذ المناعة والتحاليل الطبية الدكتور عبد الهادي مصباح من اللقاح الجديد المضاد لفيروس "اتش 1 ان 1" بـ"انفلونزا الخنازير"، مشيراً إلى أنه لم يأخذ حقه من اختبارات السلامة والأمان بعيدة المدى
فيما أكدت الدكتورة نجوى الخولي مدير المركز الإقليمي للصحة العامة بمعمل المصل واللقاح "فاكسيرا"،أن سرعة إنتاج العقار لا تنقص من أمنه، حيث يخضع في تصنيعه إلى تكنولوجيا ومعدات وظروف تصنيع اللقاح المضاد للانفلونزا الموسمية.
وأكد مصباح أن اللقاح ليس مجرد جزئ الفيروس الضعيف أو الميت فحسب، بل يضاف إليه مادة حافظة وهي "فيناريزول" التي يدخل الزئبق في مكوناتها، وهو بالإضافة إلى كونه سام أثبتت الأبحاث أن له علاقة بمرض التوحد.
ورغم إقرارها بوجود مادة "الفيناريزول" الحافظة واحتوائها على نسبة من الزئبق، إلا أن دكتورة نجوى الخولى أكدت أن هذه المادة تضاف بنسبة آمنة تماماً، مشيرة إلى استخدامها في كثير من التطعيمات التي تمنح للأطفال، مؤكدة أنها لم تشكل أية خطورة.
وأضاف مصباح أن المشكلة في اللقاح الجديد هي أن سلالة انفلونزا الخنازير"اتش 1 ان 1" جديدة على الجهاز المناعي، وأن اللقاح الذي يحضر حالياً أجري عليه اختبارات قصيرة المدى فقط، مثل اختبارات السمية وعدد الجرعات وتأثير الحساسية، لكن هناك عاملين مهمين لم تشملهما التجارب، الأول ماذا يحدث عندما يؤخذ على نطاق واسع يصل إلى مئات ملايين الأشخاص؟ وثانياً هل هناك أشخاص لديهم أي مشاكل بعيدة المدى نتيجة هذا التطعيم؟
وأوضح مصباح أن خطورة مادة "اسكوالين" التي توضع على الفيروس أثناء تصنيع اللقاح لاستخدامه على نطاق واسع، كي تكفي أقل كمية عدداً كبيراً من الناس، وهي المادة التي كان لها تأثير سيء في مرض حرب الخليج، حيث تتسبب في ظهور أعراض تتفاوت بين التعب المستمر إلى الشلل وأحياناً الإعاقة الكاملة.
واتفقت الخولي مع مصباح في خطورة الـ"اسكوالين"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه المادة واحدة من مجموعة مواد تسمى "أيدورنت" تضاف إلى اللقاحات لتعمل على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان فيستفيد بأقل كمية من الفيروس.
وأضافت الخولي أن تركيب اللقاح ليس معروفاً بالنسبة لها حتى الآن، ولم يخضع للتجارب الكافية للحكم، فمن الممكن أن تستخدم إحدى مواد الـ"أيدورنت" الآمنة الأخرى.
وترى بعض الأقلام إن برنامج التطعيم الإجباري ضد فيروس أنفلونزا الخنازيرH1N1 عندما ينظر إليه بالأخذ في الاعتبار تبرهن صحة فرضية أن الفيروسH1N1 من الفيروسات المركبة جينياً و أنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم ، ليكشف عن مؤامرة قذرة و واضحة لتقسيم الإنسانية إلى مجموعتين
المجموعة الأولى تضم أولئك الذين تدنت قدراتهم العقلية و الفكرية و تدهورت صحتهم و انخفضت القدرات الجنسية لديهم عن طريق التطعيم الملوث ، و مجموعة أخرى لا زالت تمتلك تلك الميزات الإنسانية الطبيعية و بالتالي فهي متفوقة و تحكم المجموعة الدنيا إن لم تستعبدها فعلاً ".
ويرى أصحاب هذا المذهب إن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيورH5N1، و أخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2 و تشير كل الدلائل إلى أن انفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركب و مصنع وراثياً.
وأنه في الواقع محاولة لقتل الملايين تم ايقافها بمجرد إهتمام بلد واحد بما كان يحصل و عدم إظهار الثقة العمياء . الجدير بالذكر أن بروتوكول السلامة المتبع يجعل من المستحيل عملياً و تقنياً أن يقفز حتى فيروس واحد من الفيروسات قيد البحث و الدراسة من قسم البحوث إلى قسم تصنيع اللقاحات , و ظهور فيروس H5N1 في قسم الإنتاج ليس له أي مبرر آخر غير أنه تم تمريره عن قصد و تعمد.
و قد ثبت أن حقن السكوالين كمادة مساعدة مع التطعيمات يسفر عن حدوث إستجابة مناعية مرضية عامة و مزمنة في الجسم بأكمله ضد مادة السكوالين، و من البديهي بعد معرفة أهمية مادة السكوالين في الجسم أن يخلص القارئ إلى أن أي شيء يؤثر على مادة السكوالين سيكون له أثر سلبي كبير على الجسم و أن تحفيز النظام المناعي ضدها سيؤدي إلى إنخفاضها و إنخفاض مشتقاتها و بالتالي معدل الخصوبة و تدني مستوى الفكر و الذكاء و الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية .
و في دراسات مستقلة , أجريت التجارب على اللقاحات التي شملت على السكوالين كمادة مساعدة و تم حقن خنازير غينيا بها ، و أثبتت تلك الدراسات أن الإضطرابات الناتجة عن تحفيز المناعة الذاتية ضد السكوالين قتلت 14 من أصل 15من الخنازير , و تمت إعادة التجربة للتحقق من دقة النتائج و جاءت النتائج مؤكدة و متطابقة .
و مؤخراً أكدت صحيفة "وشنطن بوست" أن اللقاح سيحتوى أيضاً على مادة الثايمروزال (Thimerosal) و هي مادة حافظة تحتوي على الزئبق الذي هو العنصر المسئول عن التسمم العصبي الذي يؤدي إلى مرض التوحد ( Autism ) المعيق في الأطفال و الأجنة علماً بأن النساء الحوامل و الأطفال يترأسون قائمة الذين توصي منظمة الصحة بتطعيمهم أولاً
و كما سلف الذكر , فإن برنامج التطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازيرH1N1 الذي ثبت كونه سلاحاً فيروسياً هجيناً من صنع أيدٍ بشرية ، ما هو إلا محاولة واضحة لتقسيم الإنسانية إلى مجموعتين ؛ المجموعة الأولى تضم أولئك الذين ضعفت عقولهم و صحتهم و الحياة الجنسية لديهم عن طريق التلقيح الملوث ، و مجموعة لا زالت تمتلك تلك الميزات الإنسانية و بالتالي فهي متفوقة و مستعبدة للمجموعة الدنيا.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد جعلت تلقي التطعيم المذكور إجبارياً بموجب قانون سنته و فرضت السجن و الغرامة على كل من سيعارض تلقيه ضاربة بذلك الحرية الشخصية و حقوق الإنسان عرض الحائط خاصة و أن الامتناع عن التطعيم لن يضر إلا الشخص نفسه.
وحسبما يرى د. ثائر دوري في مقالته المنشورة بصحية كيعان السورية، فإن التصريحات الصادرة عن مسئولي منظمة الصحة العالمية تشبه قول الشاعر الفرنسي أراغون "قسمت ثمرة حياتي قسمين توأمين، كما يتشابه الصمت والصوت لدى الأصمَ، فخذ الحكمة أو اختر الجنون".
حيث لعبت المنظمة دور حمالة الحطب كي تبقى نيران هذا الوباء المزعوم، التي أضرمتها شركات الاحتكارات الدوائية العلمية، مشتعلة، وآخر إعلانات هذه المنظمة كان بتاريخ الجمعة 25 ايلول / سبتمبر يقول "... أن القدرة الإنتاجية لشركات الأدوية العالمية من لقاح أنفلونزا الخنازير لن تتجاوز ثلاثة مليارات جرعة سنوياً، وهو أقل بكثير مما كان متوقعاً، حيث كان من المفترض أن يتم إنتاج خمسة مليارات جرعة لقاح سنوياً.
إلا أن المنظمة أكدت أن الأمر الذي يدعو للتفاؤل هو أن الفيروس إلى الآن يبدو معتدلاً وأن الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا به قد تماثلوا للشفاء بسرعة، الأمر الذي يشير بحسب المنظمة إلى أن الكثيرين يمكنهم مقاومة هذا الفيروس من دون الحاجة الى لقاح".
فالجنون هو في القسم الأول من الخبر، وهو الرغبة بإنتاج خمس أو ست مليارات جرعة لتلقيح كل أفراد البشرية، هذا هو الجنون بعينه فمن المعلوم أن المدة التي يتوجب انجاز هذا التلقيح خلالها يجب أن تكون قصيرة ولا تتجاوز الشهر العاشر وذلك قبل حلول الشتاء، فبعد ذلك تكون الإنفلونزا قد انتشرت ولم يعد هناك فائدة من التلقيح، لكن من يقدر على انجاز عملية هائلة كهذه في مدة قصيرة في ظروف مناخية مختلفة، وتضاريس مختلفة مع وجود ملايين البشر الذين يعيشون في أماكن نزاعات عسكرية، وملايين أخرى في مخيمات لاجئين، وملايين ثلاثة بالكاد يحصلون على قوتهم اليومي ويعيشون في مجاعة أو على حافة المجاعة؟
الجواب لا أحد، ثم من أين لنا بالكادر الطبي القادر على إنجاز هذه العملية، خاصة إذا علمنا أن حملة أبسط مثل التطعيم ضد الجدري أو شلل الأطفال، وهي لشريحة عمرية ضيقة محددة هي الأطفال، استغرق انجازها عقوداً حتى اكتمل تطعيم كل أطفال العالم، وأُعلن العالم خالياً من الجدري، في حين فشل الأمر حتى الآن بالنسبة لشلل الأطفال فبقي موجوداً رغم كل حملات التلقيح.
ويزداد الجنون في القسم الأول حين تقرأ الحكمة في القسم الثاني من التصريح الذي يقول إن المرض بسيط فالفيروس معتدل وأن الأشخاص يمكنهم مقاومته دون الحاجة إلى لقاح
لم إذاً اللقاح؟ خاصة أن الشتاء الذي تخشى منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس فيه قد مر في نصف الكرة الجنوبي بدون مشاكل، لا بل إن أستراليا في 17 تموز (ذروة الشتاء) أوقفت كل الاختبارات الخاصة بهذا المرض، كما أوقفت إجراءات الوقاية على الحدود 0000وفككت أجهزة المراقبة في المطارات، وأعلن أكبر مسئول عن القطاع الصحي هناك أن كل ما يجري حول هذا المرض فرقعة إعلامية سخيفة، فلم اللقاح إذن؟
الجواب بسيط ويفسر نوبات الجنون، والتنبؤات القيامية عن هلاك مليار أو مليارين من البشر، كما يفسر سبب رفع منظمة الصحة العالمية درجة الخطر إلى السادسة رغم رفض كثير من الدول لهذا الأمر.
الجواب هو ذاك الذي يربط اللقاح بتجارة حجمها خمسين ملياراً من الدولارات كل عام. وأنت لا تحتاج إلى آلة حسابية فالحساب بسيط، فثمن الجرعة الواحدة من اللقاح عشر دولارات، ومنظمة الصحة العالمية تطالب بخمس مليارات جرعة، فالثمن خمسون ملياراً وسنوياً لأن الفيروس متبدل وينتج عنه ذراري جديدة كل عام، وبالتالي فلقاح العام لن ينفعك في العام القادم وأحياناً لن ينفعك بعد ستة أشهر، وستذهب هذه المبالغ الهائلة إلى شركات الدواء الكبرى التي أعلنت منظمة الصحة العالمية شراكة معها منذ أوسط التسعينات.
نعم خمسون ملياراً، انتبهوا فأنتم تتحدثون عن نقود حقيقية، فمن أجل مبالغ أقل بكثير تسيل أنهار من الدماء، فلم لا تصطنع منظمة الصحة العالمية الجنون من أجل هذا المبلغ!
وتبدأ مشاكل اللقاح بهذه المادة لكنها لا تنتهي بها، فهناك مادة السكوالين المضافة له، وهي من الحموض الدسمة غير المشبعة، وتوجد في زيت الزيتون أساساً، وتدخل في تركيب الأعصاب والدماغ، كما أنها مادة وسيطة لتصنيع الهرمونات الجنسية عند كل من الذكر والأنثى، ويقول كثير من الخبراء إن إدخال هذه المادة عبر الجلد سيحفز جهاز المناعة ضدها ويجعلها تبدو كمادة غريبة وبالتالي فإن الجسم سيبدأ بعد حين بمهاجمة السكوالين الطبيعي الموجود في دماغه وأعصابه لينتج عن ذلك ما يسمى بأمراض المناعة الذاتية حيث يدمر الجسم خلاياه الطبيعية.
ويشير كثير من الخبراء إلي أن هذه المادة سببت ما يسمى "بتناذر حرب الخليج" الذي ظهر عند الجنود الأمريكان المشاركين في العدوان على العراق عام 1991، وأنا أعده نوع من لعنة العراق التي ستطارد إلى الأبد كل من يد آثمة ألحقت الأذى بهذا البلد. يقول الخبراء إن هذا التناذر الغامض يعزى إلى وجود هذه المادة "السكوالين" في لقاحات الجمرة الخبيثة التي لُقح به الجنود في ذلك الوقت.
والجنون الأكبر هو استخدام لقاح لم يمر بمراحل الاختبارات المعروفة لأي دواء من الاختبار على حيوانات التجربة إلى الاختبار على عينة من المتطوعين، قبل تعميمه على نطاق واسع، فقد تذرعت شركات الدواء بضيق الوقت لعدم إجراء هذه الاختبارات، وبالتالي فإن البشر الذين سيتلقون اللقاح هم من سيكونون فئران التجارب، وعلى مسؤولية البشر، لأن شركات الدواء باتت منذ الثمانينيات محمية من الملاحقة القضائية تجاه الأضرار التي تسببها اللقاحات، فالأشخاص المتضررون من اللقاح عام 1976 قبضوا تعويضات، أما اليوم فلا تعويضات.
وزيادة في الحيطة من قبل شركات الدواء المنتجة لهذا اللقاح، والتي يُقال أنها أنتجته على خلايا الكبد بدلاً من البيض كما هو معتاد في لقاحات الإنفلونزا السابقة ولا يعرف ما سيترتب على هذا التغيير، وهل هو أسوا أم أحسن. تبيع هذه الشركات اللقاح مع تعهد من السلطات الصحية المشترية بإعفائها من أي ملاحقة قضائية ضد ما سيتركه من أضرار على البشر. والتقطت السلطات الصحية بدورها هذا الأمر، فالسلطات المصرية ستلقح الحجاج هذا العام إجبارياً ضد إنفلونزا الخنازير، لكن سيتعهد كل حاج أن ذلك تم على مسؤوليته الخاصة!
حين يبدأ الحديث عن النقود تختفي الحكمة، الحكمة التي ما زال يتحلى بها الكثيرون لكن أصواتهم تضيع، أو تتشابه مع الصمت كما عند الأصم، و من هؤلاء الذين ما زالوا يتمتعون بالحكمة المفكر السويسري جان زيغلر الذي لخص الأمر برمته بالقول:
"أن إنفلونزا الخنازير تستغل على حساب فقراء العالم، وأنه بينما يستنفر الإعلام من أجل 45 شخصا توفوا بالفيروس خلال الأسابيع الأولى منه فإن مائة ألف شخص يموتون يومياً من الجوع وتداعياته المباشرة".
كما يرى البروفيسور السويسري أنه من المثير للدهشة أن يتم توجيه الإعلام في التعامل مع أزمة الخنازير، وقال إنه لن يستغرب لو تبين فيما بعد أن شركات الأدوية الكبرى هي الممسكة بدفة هذا التوجيه الإعلامي في ضوء الركود الذي أصابها جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وأضاف أن أنفلونزا الطيور عادت على شركات الأدوية العملاقة بالمليارات من بيع الأدوية بعد أن كانت "تكدس" براءات الاختراع التي تمتلكها".
لكن في حالة الصمم يتساوى الصمت مع الكلام. ومن الذين أصيبوا بالصمم السلطات الصحية العربية التي تضيع وقتاً، وجهداً، ومالاً على مكافحة مرض بسيط كالكريب، فتعطل المدارس، وتوزع الكمامات، وتخزن الأدوية مبددة ميزانيتها الهشة أصلاً كحال مصر التي اشترت دواء التامفلو بمائة مليون دولار.
وكذلك فعل المغرب، وأغنياء العرب في الخليج لم يقصروا فقد صرفوا مئات الملايين على الأمر، و كان من الأجدى أن تصرف هذه الأموال على حملات استئصال التهاب الكبد، أو على البلهارسيا، أو على مكافحة الحمى الرثوية التي تفتك بقلوب ملايين الأطفال العرب ولا يتطلب استئصالها إلا جرعة بنسلين ثمنها لا يتجاوز عدة سنتات. وهذه الدول تستعد الآن لدفع ثمن لقاحات لتجربها على شعوبها.
الأمر الوحيد الذي يدعو للتفاؤل وسط كرنفال الجنون ويدعونا للتمسك بعقلنا على عكس ما توصي به الحكمة الشعبية العربية " إن أهلك جنوا عقلك ما يفيدك "هذا هو يقظة العقل لدى شرائح واسعة من الناس ليسوا في مواقع القرار الآن لكنهم سيكونون كذلك ذات يوم.
وهؤلاء باتوا يدركون أن منظمة الصحة العالمية يديرها لوبي خفي من شركات الدواء الكبيرة، ويدركون أن السلطات الصحية محلية ودولية تعبث بصحتهم فهم عندما يقارنون بين الضجة حول انفلونزا عادية وصمت القبور عن المشاكل الصحية الكبرى التي يعاني منها العالم وهي الجوع وسوء التغذية، والملاريا، واللشمانيا، والسل، والإيدز.