بقلم : محسن محمد
هذه القصة واقعية حدثت بالفعل وقد شهدت معظم أحداثها وقد يري فيها القراء غرابة وأنه لا يمكن تصديقها .. ولكنها من واقع الحياة .
كان مجنونا بها فهي حبه الأول .
وهي .. كانت أكثر جنونا به فهو أيضا حبها الأول
ولكن
ما كل ما يتمني المرء يدركه
كان أهلها يريدون زواجها فهم يكرهون أن تصل الفتاة إلي سن العشرين دون أن تتزوج ولذلك عندما تقدم إليها أكثر من خطيب كانت ترفضهم تباعا في انتظار أن يتقدم لها حبيبها الأول .
أما هو فالعين بصيرة واليد قصيرة ولا يملك قيمة المهر والشبكة بل ولا دبلة الخطوبة .
سافر إلي الخارج يبحث عن الثروة أو الصداق .
ولم تستطع هي أن ترغم أهلها علي انتظار عودة الحبيب الفقير .
أرسلت إليه في الخارج تعتذر عن عدم انتظاره فهي لا تستطيع مقاومة ضغوط الأسرة .
تزوجت
وأنجبت
ومع الزمن تزوج أحفادها
وأصبحت لها أسرة كبيرة العدد
وعندما عاد حبها الأول من الخارج كانت قد أصبحت جدة وشغلت بأمور حياة الأسرة الجديدة .
أما هو فكان لا يزال يحلم بحبه الأول
قال لها :
يجب أن نتزوج
ضحكت وقالت :
وماذا أفعل بزوجي
قال :
طلقيه
ولم تتردد
قالت لزوجها الذي كانت قد روت له قصة حبها الأول خلال سنوات زواجها الطويلة :
الرأي لك
وحتي لا أطيل
طلقها زوجها
وسارع حبيبها الأول إلي الزواج منها وهي جدة :
ولم تستطع أن تتخلص من أحفادها . كانوا يزورونها في بيتها الجديد
أما الحبيب الأول فقد عرف معني الأغنية الخالدة :
» قول للزمان يرجع يازمان «
ولم يعد الزمان إلي الوراء أبدا .
ومع الوقت .. صار زوجها القديم يزورها .
وعرفت منه مشاكله المادية . وبدأت تعينه من أموال زوجها الجديد
ووجد الحبيب الأول أنه يساعد زوجها الأول ويساعد أحفادها ولا تستطيع أن تكون له وحده بل يشاركه فيها أسرتها كلها .
ورأي أن ما جمعه من رحلاته وسفرياته وتغربه في الآخر ينفق علي أسرتها القديمة فهي لا تستطيع أن تراهم يحتاجون وعندها أموال زوجها الجديد
وبالتدريج أصبح الحب الأول ينفق علي الزوج الأول وأولاده وأحفاده وصار مستحيلا أن تجتمع الأسرتان معا .
والأسرة الأولي مؤلفة من أب وأولاد وأحفاد .
الأسرة الثانية من زوج وجدة لا تستطيع أن تنجب .
المهم وجد أنها معه كجدة ومع زوجها الأول وأبنائها وأحفادها بأموال حبيبها الأول .
واكتشف أنه يستنزف ماليا لصالح أسرتها الكبيرة .
وكان من الطبيعي أن تنتهي الزيجة الجديدة بالطلاق فهي تذهب إلي بيت زوجها الأول كثيرا كلما مرض أحد أفراد الأسرة .
واكتشف بعد فوات الأوان أن الحب الأول كان عليه أن يبقي مجرد ذكري جميلة فحسب وأن الزمان لا يمكن أن يعود أبدا !