لا تحـــــــزن
أن فارقوك
وألم بك ألألم وألسقم
فأن ألم الفراق لا يدووم
وقد لا يدوم ألا قليلا
أو كثيـــــراً
وحاول أن توهم نفسك
بأنك ولدت من جديد
وأستقبل الحياة بثوب جديد
ولون جديد
وأبتسامة جديدة
وأخفي داخلك ذلك الممزق ألمتألم
بكل أنينه على فراقهم
فأنه سيخفق بهم ودونهم
لا تحـــــــزن
أن غابت شمسهم
ورحلت معها احلامك واحلامهم
وأنتظر شروق يوم جديد
بشمس جديدة
وأحلام جديدة
وأن طال بك ليلك
ثق ثقة عمياء
بأن لابد للشمس من ظهور
لا تحـــــــزن
أن وقفت أمام مرآتك
ولم تستطع تذكر ملامح وجهك
ولمحة في عينيك ذلك الكم من جيوش ألأحزان
وألتمست بقايا دموعك على وجنتيك
وأطفئت ألأنوار في غرفتك
وجلست في الركن البعيد كالطائر الصغير
وتذكرت ملامحهم وتفاصيلهم معك
وضممت رأسك بين يديك
وبكيت بكاء الاطفال
وأوصيت ألظلام ان يستتر لحظات ضعفك بدونهم
لا تحـــــــزن
أنك خسرتهم
ولأنهم رحلو
ولأن الدنيا أظلمت في عينا قلبك من بعدهم
وضاق بك الوجود بدونهم
فأنت تعلم بأنهم أبـــداً
لن يعودوا أليك يوما
لا تحـــــــزن
أن وجدت نفسك في بلاد غريبه
حامل بين ذراعيك صندوقك الملئ بأحزانك
وكأنك تريد الفرار من ذاكرتك الى البعيد
حيث الوجوه الجديده
وألأعين ألتي تجهلها ولا تعرفك
والطرقات ألتي لم تشهد تفاصيل أحزانك
فتخذلك ذاكرتك
وترسم يداك وجوههم فوق الجدران
وفوق ألرمال
وفوق الجبال
فتبكيهم وتخاطب صورهم بسذاجة ألأطفال
لا تحـــــــزن
أن وجدت نفسك في صفحات دفاترهم
وقلبت الصفحات فيها
ورأيت حلم رسمته معهم
وقصر بنيته في حقولهم
وشممت بين الصفحات عطرهم
وبقايا الورد الذي أهديتهم
وألتمست على الصفحات دموعهم
وقرئت بين السطور وعودهم
وأنتهت بك الصفحات الى قرار عنك يبعدهم
لا تحـــــــزن
أن سمعت في الطريق أغانيهم
ولا تتألم
عندما تمشي الطريق الذي كان يؤدي اليهم
ولا تعبس
أن انتقيت الوانهم وعطرهم وتحدثت بحديثهم
وأكتشفت بأنهم يسكنون أعماقك اكثر منك
وبكيت على قلبك
وعلى مشاعرك
وأجهشت بالبكاء تفكر كيف استعمروك
وأنت تصفق بحرارة مثلما ستعمر الامريكان بلادنا