وحَّدت أسعار الطماطم المواطنين في البلدان العربية، بينما "جننت" الخبراء الذين طالب بعضهم بإنشاء "وزارة الطماطم"، وطالب البعض الآخر بـ"تدليلها وتدليعها".
فقد لجأ المواطنون من كل البلدان العربية إلى موقع "جوجل إجابات" يتساءلون: "هل أزمة الطماطموصلت إلى بلدك؟"، وقد طرح الموقع مائة إجابة عن السؤال أيضاً لمواطنين عرب، كشفت أن أزمة ارتفاع سعر الطماطم أو "البندورة" موجودة في كل البلدان العربية تقريباً، باستثناء المغرب العربي، حسب مواطنين من تونس والجزائر، فمن 12 جنيهاً للكيلو في مصر، إلى 12 ريالاً في السعودية، وفي الأردن كان سعر كيلو البندورة 1.70 دينار، ويبدو أن الطماطم قد وحَّدت هؤلاء؛ إذ بدؤوا يتحدثون عن التاجر الجشع، وموجة الحر، وفيروس ضرب الطماطم.
أما الخبراء والمحللون فقد "جننتهم" الطماطم؛ فها هو الكاتب الصحفي شلاش الضبعان في صحيفة "اليوم" يطالب بإنشاء "وزارة الطماطم"، تكون مختصة بمراقبة أسعار هذه الفاتنة، وذلك من خلال حملة "خلوها تكتشب". ويؤكد الضبعان خشيته من إصابة أحد المواطنين بجلطة أو انفصام في الشخصية أو اكتئاب بسبب ذلك، وقد نسمع قريباً عن "شهيد الطماطم"!!
ويرى الكاتب الصحفي سعد الدوسري في صحيفة "الجزيرة" أن السكوت عن هذا الغلاء غير المبرر سيفتح الباب على مصراعيه لزيادات مشابهة في أسعار عناصر ضرورية، سواء من الخضراوات أو الفواكه، وأننا لا نستطيع أن نرفع شعارات من قبيل "خليها تصدي" أو "خليها تخيس" أو "خليها تعفِّن"؛ لأنه - في رأى الكاتب - لم "يُصدي" إلا نحن، ولم "يخيس" إلا نحن، ولم "يعفن" إلا نحن.
وترى د. هيا عبدالعزيز المنيع في صحيفة "الرياض" أن من حق حبة الطماطم "أن تدلل وتدلع" بعد أن صارت رمزاً يختصر قوانين الاقتصاد الحر، وأن ارتفاعها طبيعي؛ فهي تتعامل مع المشهد الاقتصادي برؤية واقعية وموضوعية قبل أي شيء. إنها تؤكد بثقة أنها "تعمل" في إطار نظام اقتصادي حر.
وترى الكاتبة الصحفية سحر الرملاوي في صحيفة "الرياض" أنه في ظل ارتفاع معدلات التضخم يجب علينا أن نبحث بجدية في أمر الاكتفاء الذاتي عبر الاستثمار في الداخل أو الخارج في إنتاج المواد الاستهلاكية، الزراعية منها والصناعية.
حتى الكاتب الصحفي هاشم الجحدلـــي في صحيفة "عكاظ"، الذي يرفض الانشغال بأمور "تافهة" عن التحديات الإقليمية والعالمية في المنطقة العربية، فإنه لا يلبث أن يتساءل ولو من قبيل التندر "كم سعر الطماطم اليوم؟!".